شهدت أوكرانيا في الفترة الممتدة بين عامي 2013 و2014 زيادة ملحوظة في نسبة إنتاج القمح ضمن أراضيها، ممّا جعلها من اكبر الدول المصدرة للقمح حول العالم، حيث يصل إنتاج دولة أوكرانيا من مادة القمح
يتميز نبات القمح باستخداماته المتعددة في غذاء الإنسان، ممّا جعل أكبر الدول المنتجة للقمح في العالم تمتلك اقتصادًا قويًا كنتيجة للطلب الهائل على هذا النبات حول العالم. فمن الدقيق إلى الخبز إلى أنواع البسكويت المختلفة بلغ متوسط استهلاك الفرد سنويًا من مادة القمح حوالي 180 كيلوغرام، ممّا يبرر اعتبار القمح واحدًا من أهم الموارد الطبيعية للبلاد المنتجة له.
وأظهرت الدراسات الإحصائية أن الدول التي احتلّت قائمة أكبر 10 دول منتجة للقمح في العالم والتي سنتعرف عليها في هذا المقال لم تتضمن أية دولة عربية. ولكن تجدر الإشارة إلى أن مصر تحتلّ المرتبة الأولى عربيًا كأكبر دولة منتجة للقمح بما يعادل 9 ملايين طن سنويًا، وعلاوة على ذلك قد صُنّفت أيضًا كأكبر دولة مستوردة للقمح عالميًّا، إليكم الآن معلومات عن أكبر 10 دول منتجة للقمح في العالم.
جمهورية الصين الشعبية
تحتل الصين المرتبة الأولى كأكبر دولة منتجة للقمح حول العالم، بإنتاج هائل يصل لحوالي 136 مليون طن سنويًّا، حيثُ تمتلك الصين مساحة تبلغ حوالي 24 مليون هكتار مخصصة لزراعة القمح فقط، ويمثل إنتاج الصين 17.4% من الإنتاج العالمي للقمح.
كما يأتي اهتمام الصينيِّين بالقمح باعتباره المكون الأساسي لبعض أنواع المأكولات الرئيسة في المطبخ الصيني، وتزدهر صناعة القمح في الصين نظرًا لتوفر الوديان والأنهار والظروف المناخية المناسبة لنمو هذا النبات.
جمهورية الهند
بإنتاج يعادل حوالي 109 مليون طن سنويًّا من القمح، تعتبر الهند ثاني أكبر الدول المنتجة للقمح حول العالم، ويمثّل إنتاجها 13.5% من إنتاج القمح العالمي. وتنتشر زراعة القمح في معظم أراضي الهند، وقد جرى تخصيص 13% من مساحة الهند الإجماليّة لزراعة القمح فقط.
يعتبر القمح ثاني أهم المحاصيل الغذائية المزروعة في الهند بعد الأرز، حيث يعتمد مئات الملايين من الهنود على القمح بشكل أساسي في مأكولاتهم اليومية. ويمثل إنتاج الهند من القمح حوالي 8.7% من إنتاج القمح حول العالم. وقد صرّحت وزارة الغذاء الهندية بتوقّع انخفاض إنتاجها السنوي إلى 105 مليون طن ضمن العام الحالي (2022).
روسيا الاتحادية
ثالث أكبر الدول المنتجة للقمح حول العالم، حيثُ يبلغ إنتاج روسيا من القمح سنويًّا حوالي 86 مليون طن، وتمثّل 9.7% من إنتاج القمح العالمي. كما احتلت روسيا المرتبة الخامسة في قائمة أكبر الدول المصدّرة للقمح لغاية سنة 2011 وذلك طيلة خمس سنوات متتالية، وأصبحت الأولى عالميًّا بتصدير القمح بحلول عام 2020.
يتم زراعة القمح الشتوي بشكل أساسي في روسيا، وذلك في الأراضي المحيطة بمدينة موسكو الواقعة غرب روسيا، حيثُ تتم زراعة هذا القمح بين شهر آب/أغسطس وأول أسبوع من تشرين الأول/أكتوبر، ثم يتم حصاده بين شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس من السنة التالية.
الولايات المتحدة الأميركية
تنتج أميركا حوالي 47 مليون طن سنويًّا من القمح، وبذلك تحتل المرتبة الرابعة بين أكبر 10 دول منتجة للقمح حول العالم، ويمثّل إنتاج القمح في أميركا 6.8% من إنتاج القمح العالمي. وفي السنوات الأخيرة شهدت الدولة زيادة ضخمة في إنتاج أطنان القمح السنويّ في أراضيها، ممّا جعلها في تنافس نسبيّ مع روسيا على المرتبة الثالثة بقائمة أكبر منتجي القمح في العالم.
كما تقوم الولايات المتحدة بإنتاج ثماني أنواع مختلفة من القمح، حيثُ يمثل القمح الشتوي حوالي 75% من القمح المُنتج فيها، بالإضافة إلى أنواع أخرى مثل القمح القاسي والقمح الربيعي والأبيض الناعم وغيرها. ويتم تصدير 50% من إنتاج القمح في أميركا، ممّا يؤمن عائدات ضخمة للبلاد تصل إلى 9 بليون دولار سنويًّا.
فرنسا
يبلغ إنتاج فرنسا السنوي من القمح حوالي 37 مليون طن سنويًّا، ممّا يجعلها أكبر دولة منتجة للقمح في أوروبا وصاحبة المركز الخامس في إنتاج القمح حول العالم. حيثُ يمثّل الإنتاج الفرنسي من القمح حوالي 5.3% من الإنتاج العالمي.
تتمّ زراعة القمح في جميع أنحاء البلاد، وتتولى المناطق الواقعة وسط البلاد مهمّة الإنتاج الأكبر من القمح بنسبة 16% من الإنتاج الكلي للقمح في فرنسا. القمح الشتوي هو الصنف الرئيسي للقمح المزروع في هذه البلاد، حيثُ تتم زراعته في فصل الخريف ويتم الحصاد في شهر آب/أغسطس من السنة التالية.
أستراليا
يعتبر القمح من أهم المحاصيل الشتوية في أستراليا بإنتاج سنويّ يبلغ 32 مليون طن، ممّا يجعلها في المرتبة السادسة في قائمة أكبر 10 دول منتجة للقمح في العالم. وتعد مناطق أستراليا الغربية وفيكتوريا ونيوساوث، ويلز وكوينزلاند هي أكبر المناطق المنتجة للقمح فيها، حيثُ تتم زراعة المحصول في أشهر الخريف، ثمّ يتم حصاده في الربيع أو الشتاء. وتعد أستراليا الغربية من أكبر مصدّري القمح لبعض دول آسيا والشرق الأوسط، بعائدات سنوية تصل إلى 2 مليار دولار.
كندا
يعتبر القمح في كندا أهمّ محصول زراعي في البلاد، حيثُ تأتي كندا في المرتبة السابعة من ضمن أكبر 10 دول منتجة للقمح في العالم بإنتاج يبلغ 30 مليون طن سنويًّا.
يتم زراعة أنواع مختلفة من القمح في كندا مثل القمح الشتوي والقمح الربيعي الداكن والقمح القاسي وغيرها، وذلك لما تتمتع به كندا من مناخ يتميز بأمطاره الغزيرة، ممّا يزيد من فرصة نمو القمح على أراضيها.
باكستان
تنتج باكستان 26.5 مليون طن سنويًّا من القمح، حيثُ يعتبر القمح عنصرًا غذائيًّا رئيسيًّا يدخل في تصنيع معظم الوجبات الغذائية للشعب الباكستاني، يتم زراعة القمح في جميع أنحاء الباكستان، وتشتهر منطقتي البنجاب والسند بإنتاج الكمية الأكبر من القمح الباكستاني.
ويعود ذلك لتوفر التربة الخصبة المناسبة لزراعة القمح بالقرب من نهر السند، وبذلك تعد دولة باكستان من اكبر الدول المنتجة للقمح حول العالم.
أوكرانيا
شهدت أوكرانيا في الفترة الممتدة بين عامي 2013 و2014 زيادة ملحوظة في نسبة إنتاج القمح ضمن أراضيها، ممّا جعلها من اكبر الدول المصدرة للقمح حول العالم، حيث يصل إنتاج دولة أوكرانيا من مادة القمح لحوالي 26 مليون طن سنويًّا. كما اشتهرت أوكرانيا باسم سلة الخبز في أوروبا وذلك نظرًا لإنتاجها للنوع الأحمر الصلب من القمح الشتوي، والذي يستخدم في صناعة الخبز.
وفي العام 2022 أثّرت الحرب الروسية الأوكرانية على تصدير القمح من كلا الدولتين نحو الدول المختلفة، مثل مصر وإندونيسيا، حيث شهدت أسواق كلتا الدولتين ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الخبز، مع العلم بأنهما تحتلان الصدارة بين مستوردي القمح عالميًّا.
كما أثرت الحرب على تركيا أيضًا، حيثُ شهدت ازديادًا ملحوظًا في إنتاج القمح، ووصلت تلك الزيادة إلى نحو 30% عن العام الماضي، وذلك بهدف تأمين احتياجات سكّانها وضمان استمرارية تصديرها للقمح لـ150 دولة حول العالم.
ألمانيا
تعتبر ألمانيا واحدة من الدول الأعلى إنتاجًا للقمح في الاتحاد الأوروبي، وتحتل المرتبة الأخيرة في قائمة أكبر 10 دول منتجة للقمح في العالم بإنتاج سنوي يبلغ 24 مليون طن، تتم زراعة القمح الشتوي في جميع أنحاء البلاد وخصوصًا وسط ألمانيا، وفي حال كان المناخ مستقرًّا وملائمًا للزراعة، فإن زراعة القمح تتم في شهر تشرين الأول/أكتوبر وحصاده في آب/أغسطس ضمن السنة التالية.
تجدر الإشارة إلى أن كل دولة من الدول الآنفة الذكر من الممكن أن تمر بمنعطفات إيجابية أو سلبية كالحروب والكوارث الطبيعية مثلًا، وبالنتيجة ستنعكس تلك المنعطفات على ترتيب الدولة ضمن قائمة أكبر الدول المنتجة للقمح حول العالم تقدمًا أو تراجعًا.
ولا بد لنا أن نشهد بأن كل دولة قادرة على إنتاج القمح بكميات كبيرة هي دولة تمتلك أحد أهم عناصر الحياة البشريّة، وبالتالي فهي تمتلك أكبر تجارة رابحة طالما استمرت هذه الحياة على كوكب الأرض. وقد شهد التاريخ على نشوء الكثير من الحضارات القديمة والتي كان نبات القمح عصب تطورّها، كالحضارة الفرعونية والبابلية وغيرها. ولهذا السبب تنافست البلاد على تجارة القمح منذ قديم الأزل حتى يومنا هذا إلى حد الصراعات، ممّا يثبت أن أصل نشوء أيّ حضارة هي عافية البشر في تلك الحضارة بالدرجة الأولى.